لغة الحوار التي كثيراً ما نحتاجها في حياتنا.. نحتاجها بقوة، عندما يتعلق الأمر بين الزوج والزوجة، وبين الأم والابنة. وفي حوارية جميلة، تحدثت الأستاذة ميسون العمر، إلى فتيات بعمر الزهر، ناصحة، موضحة، أهمية فتح باب للحوار مع الأمهات، في محاضرتها التي جاءت، تحت عنوان "حوار أنا وأمي" ضمن ملتقى "كوني الأفضل2" الذي تحتضنه مدينة الجبيل الصناعية، تحت رعاية موقع (لها أون لاين) ومؤسسة الوقف الإسلامي (فرع الجبيل) بالتعاون مع الهيئة الملكية بالجبيل.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بدأت العمر حديثها بتساؤلات، أرادت أن تفتح من خلالها باباً للنقاش مع الفتيات، منها: لماذا الله سبحانه وتعالى، ورسوله _صلى الله عليه وسلم_ وصّوا بالأم؟ ولماذا ذكر الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ثلاث مرات؟ ولماذا فضلت على الأب؟ ولماذا نلجأ للأم وقت الضيق ووقت الحاجة.؟
ووضحت العمر في ردّ على هذه الأسئلة، مكانة الأم، والمسؤوليات المترتبة عليها حيال أطفالها، من حمل وولادة ورضاعة. وكيف هي الحضن الحنون والعون، وهي التي تدفع حياتها من أجل سعادة ابناءها.
وبيّنت العمر أن الله سبحانه وتعالى، ربط رضى الأم بدخول الجنة.
تعالي نتعّلم سوياً: كيف يكون الحوار في حوار أنا وأمي:
ودعت العمر الفتيات باسم أمهاتهم قائلة: "ما أجمل أن تلجأي إليّ، إن عصفت بك الدنيا، وأنا سأمدّ إليك يدي، وأرد على جميع تساؤلاتك". وسألت جمهور الفتيات "لماذا الحوار مهم على الأم". فجاءت الإجابات متنوّعة، منها: "التقرّب إلى الأم، الاطمئنان على اخبار الفتيات، تبادل الأفكار، تكوين صداقة بين الأم والفتيات، الحصول على نصيحة الأم، لإيجاد بيئة مناسبة من التفاهم.. وغيرها".
بعد ذلك، أكدت الأستاذة مسيون على وجوب اتباع قواعد مهمّة للحوار مع الأمهات، منها قاعدة "أن الاحترام يفرض ولا يطلب". موضحة متى يكون الحوار صامتاً، مستندة إلى قول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت.
وبيّنت أن الحوار الصامت الإيجابي، يكون مثلاً وقت غضب الأم، أما الحوار الصامت السلبي، فيكون مثلاً إذا جنحت الأم إلى الصمت، وكذلك البنت، وبالتالي تفقد حلقة الحوار في البيت، مما يؤدي إلى التشتت وضياع الأسرة.
وقدّمت الأستاذة العمر نصيحة للفتيات بحال حدثت أزمة بينهن وبين أمهاتهنّ، بالقيام بالمبادرة، في محاولة لتجاوز الأزمة.
ومن القواعد العامة في الحوار أيضاً، قاعدة "تعالي بنا لنتحاور ساعة" مبينة أن أحسن مفاتيح البر هو الحوار بين الأم والبنت، مؤكدة أن هناك هرمون اسمه "هرمون الكلام" في جسم المرأة، يستلزم أن تتحدث المرأة في اليوم (1300) كلمة.
أنواع الحوارات:
بيّنت العمر أن هناك أنواع من الحوارات، منها: الحوار اللفظي، والحوار الغير لفظي، والحوار الصامت.
ومن أنواع الحوار الغير لفظي هو الحوار بالإشارة، الحوار بالابتسامة (والذي يدل على الرضا والقبول، ويعبّر عمّا في داخل الشخص) الحوار بالعيون، الحوار بالرائحة. مؤكدة أننا نستخدم الحوار غير اللفظي يومياً بنسبة 65% من حواراتنا العامة.
ومن أنواع الحوارات الصامتة حوار الجسد وحوارات اللمس، (كالسلام) وقالت: "إن الإنسان الطبيعي يحتاج إلى 12 لمسة في اليوم".
وقبيل انتهاء المحاضرة قامت "العمر" بمجموعة من التمارين قامت بها الفتيات وهي عبارة عن حواريات لفظية وغيرها بين الطالبات.
واختتمت "العمر" محاضرتها بقول الله تعالى: }واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا}.
آراء متباينة حول المحاضرة في استطلاع الرأي:
وخلال استطلاع للرأي شمل بعض الحاضرات، أشادت نوال عبدالرحمن الغريبي بالمحاضرة التي اعتبرتها قيّمة وذات أبعاد إنسانية كبيرة، وقالت: "إن هذه المحاضرة ذات فائدة كبيرة في تقليص الفجوة بين الأمهات والفتيات"، فيما أبدت إيمان خلف الشراري معرفتها وعلمها بكثير من المعلومات الواردة خلال المحاضرة، وقالت "الذي اكشفته خلال المحاضرة، أنها كانت طوال عمرها تعتبر والدها ووالدتها متساويين في التفضيل، وجاءت محاضرة اليوم لتبيّن لها فضل الأم على الأب".
ومن ناحية ثانية، افتقدت الشراري وجود الأمهات في هذه المحاضرة، وقالت: "تمنيت لو أن الأمهات كن حاضرات في هذه المحاضرة، لأن هناك الكثير من النقاط كانت موجّهة للأمهات، وكان يجب أن يسمعنها، ليطبقنها مع بناتهنّ، ومنها أن الأم يجب أن تكون صديقة لبنتها".
من جهتها، قالت عائشة من جهتها، قالت عائشة محمد عبدالله: "إن هذه الدورات الخاصة بالفتيات مفيدة جداً، لأنها تجعل الإجازة مفيدة وممتعة للفتيات"، متمنية أن تقام مثل هذه الفعاليات الخاصة بالفتيات باستمرار. فيما شكرت ابتسام عبداللطيف الملحم (مدرسة لغة عربية) الداعيات والأستاذات المشاركات في هذا الملتقى، اللواتي تعنين القدوم واعطاء الدورات للفتيات. مؤكدة على أهمية مثل هذه الملتقيات لفتح مجال التنفيس والترفيه للفتيات اللواتي لا يجدن إلا التسوّق متنفساً لهنّ. مستدلة بمحاضرة "حوار أنا وأمي"، ومدى الفائدة التي تقدمها هذه الدورة للأسرة بشكل عام.
الرئيسية 
أحدث الصور 
