بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله. نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونستهديه, ونعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا. من يهديه الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم .عبد الله ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) ( آل عمران:102)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (النساء:1)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) (الأحزاب:70-71)
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي, وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة . ثم أما بعد:
أُقدم لَكَ عزيزي القارئُ : هذا الموضوع المتواضع . مُستعيناً بالله تعالي .
( وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (آل عمران101)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, موضوع عظيم وجدير بالعناية لان فيه تحقيق مصلحة ألأمه , وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير , واختفاء الفضائل وظهور الرذائل . وقد أوضح الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم منزلته من الإسلام . قال تعالي :
( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ ) ( آل عمران: 110)
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. موجود في جميع الأمم السابقة . بعث الله به الرسل وانزل به الكتب .
(أصل المعروف) : توحيد الله والإخلاص له.
(وأصل المنكر) : الشرك بالله وعبادة غيره .
قال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت33
وقد بعث الله سبحانه وتعالي جميع الرسل والأنبياء يدعون الناس لتوحيد الله الذي هو أعظم المعروف, وينهون الناس عن الشرك بالله, وعبادة غيره . الذي هو أعظم المنكر . ولما فرط بني إسرائيل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبدلوا ما أنزل الله تعالي عليهم وأضاعوه . قال الله جل وعلي فيهم :
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) (المائدة:78)
• ثم فسر هذا العصيان فقال سبحانه :
• ( كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المائدة:79
ولما أدعي النصارى أن المسيح علي الصلاة والسلام : هو الله , وأن الله ثالث ثلاثة .
قال سبحانه وتعالي فيهم : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ) (المائدة:17 )
وقال تعالي : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ المَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لقد كفر الذين قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) (المائدة:75:72)
• وفي عصرنا هذا نجد :
• أن الكفار لا يدخرون جهد لتشويه صورة الإسلام وعلماء المسلمين وتوجيه الاتهامات الباطلة إلي دين الله الحق وهو الإسلام . والتشكيك في كتاب الله سبحانه وتعالي. وهو قول الله الذي أنزله علي عبده ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . قال تعالي عنه :
(الـم (1) ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَىهُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (5) ) البقرة:5:1
وقال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } الزمر23
* أما نحن المسلمون:
نحمد الله سبحانه وتعالي الذي رضي لنا الإسلام دينا ونصب لنا الدلالة علي صحته برهاناً مبيناً فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله , وملائكة. فبه أهتدي المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون . فلا يقبل من أحد دين سواه .
قال تعالي : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ) آل عمران:85
وقال تعالي : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) آل عمران:18
. وحكم الله سبحانه وتعالي بأنه أحسن الأديان. ولا أحسن من حكمه ولا اصدق منه.
قال تعالي : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) النساء:125
فالمسلم الحق والحمد لله ملتزم بكتاب الله , وسنه نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . عبد الله ورسوله .
*وبين لنا الله سبحانه وتعالي كيفية مجادله غير المسلمين, ووضع لنا سبحانه وتعالى أسس سليمة لذلك. وهي رآسخة في العقيدة الإسلامية .
قال تعالي : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل: 125
* وقال تعالي لموسى وهارون عليهم السلام حين بعثهم إلي فرعون :
{فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه:44
وقال تعالي:( وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) (العنكبوت:46)
* من هم أهل الكتاب ؟؟؟؟؟؟
هم اليهود والنصارى : وهم كفار ( هذا قول الله فيهم ) فكل من أنكر أن القرآن الكريم هو كتاب الله , فقد كفر.
قال تعالي : (وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الكَافِرُونَ ) العنكبوت:47
ومع ذلك قال عز وجل عنهم : ( وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) العنكبوت:46
والمعني: [ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ] أي : حادوا عن وجه الحق وعموا عن واضح المحجة , وعاندوا , وكابروا , فحينئذ ينتقل من الجدال إلي الجلاد ويقاتلون بما يمنعهم ويردعهم . قال الله عز وجل:
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } الحديد:25 ( راجع تفسير بن كثير )
فبذلك بين الله سبحانه وتعالي لنا كيفيه مجادلة أهل الكتاب في جميع الأحوال . وبما أن الدين الإسلامي الحنيف يحثنا علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاهل وإرشاد الضَالَّ . فيجب علينا أن نستعين بالله سبحانه وتعالي لإرشاد الضَآلَّيِن .
قال تعالى :
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لرءوف رَّحِيمٌ } البقرة 143
واعلم أخي هداني الله وإياك : أن هداية التوفيق بيد الله وحده لا شريك له قال تعالى :
{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } البقرة272
* إذن ما علينا إلا أن نعمل بجد لتحقيق هداية الدلالة فقط بجميع الوسائل التي ييسرها الله سبحانه وتعالى لنا .
متسلحين بسلاح العلم والمعرفة . ملتزمين بالقواعد الشرعية
أصول الدعوة
1- والمقصود بالدعوة : الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي .
قال تعالي: { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف108
* والمقصود بالدعوة إلي الله :
الدعوة إلي دينه وهو الإسلام . قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ) . الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه وتعالي . فالإسلام هو موضوع الدعوة وحقيقتها .
* وهذا هو الأصل الأول للدعوة .
2- وقد بلغ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذا الإسلام العظيم أحسن تبليغ وأكمله وظل يدعو إلي الله منذ أن أكرمه الله بالرسالة. إلي حين انتقاله إلي جوار ربه الكريم ولهذا أرسله الله تعالي : قال تعالي: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً(45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46}} (الأحزاب)
* فهو عليه الصلاة والسلام الداعي الأول إلي الإسلام .
*( إذا فالداعي هو الأصل الثاني من أصول الدعوة ) .
3- والذين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الإسلام وبلغهم رسالته هم : العرب, وغيرهم لأن رسالته عامه إلي جميع البشر غير مقصورة علي العرب .
قال تعالي : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سبأ 28
* ( إذا فالمدعو إلي الإسلام هو الأصل الثالث للدعوة )
4- وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلي الإسلام بالوسائل والأساليب والمناهج التي أوحي بها الله إليه والثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة . .
*( إذاً الوسائل والأساليب وما يتصل بها هي الأصل الرابع للدعوة )
فأصول الدعوة أربعة : موضوعها , والداعي , و المدعو, و الوسائل .
* أول الوسائل وأهمها :
1- القرآن الكريم وعلومه . 2- والسنة النبوية المطهرة وعلومها .
* قاعدة أساسية :
قول الله سبحانه وتعالى : { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام108
أي : ( (ولا تسبوا الذين يدعونـ) ـهم ( من دون الله ) أي الأصنام ( فيسبوا الله عدوا ) اعتداء وظلما ( بغير علم ) أي جهلا منهم بالله ( كذلك ) كما زينا لهؤلاء ما هم عليه ( زينا لكل أمة عملهم ) من الخير والشر فأتوه ( ثم إلى ربهم مرجعهم ) في الآخرة ( فينبئهم بما كانوا يعملون) فيجازيهم به . ) !
سؤال للتوضيح : هل يجوز للمسلم أن يسب يسوع النصارى ؟
أقول وبالله التوفيق :
هذا لا يجوز شرعا باتفاق العلماء . ولم أعلم خلاف في ذلك . ومن يفعل ذلك فهو آثم بمخالفته قول الله سبحانه وتعالى . ( هذا ما أعلمه والله أعلى وأعلم ) .
والدليل :
قول الله سبحانه وتعالى : { وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام108
أما وسائل التنصير عند نصارى اليوم
نجد من الواقع الحالي: تعتمد جماعات التنصير في العالم وخاصة في دول العالم الثالث وأفريقيا علي المال, والجنس , والخمر , و المخدرات, واختراع الافتراءات التي لا أساس لها على الإسلام . وجميع وسائل الفساد التي تكون هي السبب في تدمير كل من يتبعهم , حتى يصلوا إلي أغراضهم الخبيثة : الدعوة إلي النصرانية: أي : ( الدعوة إلي الكفر بالله , وعبادة غيره ) مستغلين الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم.(ذلك بأدلة واقعية وليس ادعاء منا ) ولا يتبعهم إلا عديم الإيمان والجهلة بحقيقة الإسلام . ( وهم قلة قليلة جدا جدا ). يتم التأثير عليهم بتقديم الإغراءات السابق ذكرها . ولكن بفضل الله تعالى جميعهم أول ما يفيق مما تم توريطه فيه من جهتهم , والانتباه لنفسه ولو للحظة واحده . أو يجد من يأخذ بيديه برفق . ويبين له حقيقة هذه المعتقدات الوثنية .تجده سرعان ما يستغفر الله سبحانه وتعالى و يعود بندم شديد إلى دين الله الحق (الإسلام) فالمسلم والحمد لله مهما وصل به الحال, وتلاعبت به الشياطين . فهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب برحمته على عباده . إلا : ( الشرك بالله , وعبادة غيره ) .
قال تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
وقال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
وقال تعالى : { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء17
أما من الناحية العقائدية :
لا يملك أحد النصارى عقيدة صحيحة حتى يستطيع أن يقنع بها أي إنسان مهما كان مستواه المعرفي والفكري. باعتناق النصرانية. ( فاقد الشئ لا يعطيه ). وللتستر على استخدامهم الإغراءات المادية والجنسية في عمليات التنصير. يقومون بتوزيع ما يسمي بالكتاب المقدس لديهم . وقد وضع هذا الاسم علي الغلاف لهذا الكتاب دون أي إشارة فيما يفعلون ولا فيما يحتويه هذا الكتاب علي ذلك . ويدعون أن بعض المسلمين حينما قرأ هذا الكتاب آمن به وصدقه, وترك الإسلام واعتنق النصرانية , وهذا من الكذب المعتاد لدي رؤوس الكفر . وأيضاً يحاولون خداع المستهدف للتنصير ( الصيد ) بأن هذا الكتاب موحي به من عند الله . وأنه من الكتب السماوية, وهذا علي خلاف الحقيقة . (بالأدلة من واقعه) ستأتي في مواضعها بفضل الله تعالى .( ويقومون بتأليف الافتراءات والأكاذيب على الإسلام العظيم ) لذلك أصبح لزاما علينا مواجهة هذه الأكاذيب والافتراءات وكشف حقيقة هذه العقيدة الوثنية . وكشف حقيقة كتابهم, وأصوله المزعومة كذباً, وما فيه من فساد للبشرية , وكشف حقيقة ما يدعوا إليه هؤلاء : فكتابهم هذا لا يوجد به إلا : إباحة الزنا , والاتهامات الموجهة فيه لجميع الأنبياء والمرسلين . عليهم الصلاة والسلام أجمعين . , ووصف الله سبحانه وتعالي بأوصاف لا يقبلها إنسان على نفسه. فما بالك بعظمة الجرم . إذا كانت هذه الصفات يجعلونها لله رب العالمين ؟
قال تعالى : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22
فهؤلاء:
كما قال عنهم شيخنا ابن القيم رحمة الله عليه: في كتابه (هداية الحيارى) : قوم إذا كشفت عنهم وجدتهم أشبه بالأنعام ,بل هم كما قال تعالى . {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44
وهؤلاء: هم الذين عناهم الله سبحانه وتعالى بقوله : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ } المائدة77
وأقول وبالله التوفيق :
أنه أصبح هذا الأسلوب ( مخاطبة غير المسلمين, وإثبات فساد ما يعتقدون بالأدلة المادية من كتبهم ) وسيلة من وسائل الدعوة إلي الله سبحانه وتعالى , وأساليبها لإحقاق الحق وإبطال الباطل. لتكون حجة عليهم أمام الله سبحانه وتعالى ( والله أعلم ) . فالكثير منهم لا يعلم شيئا عن أصول هذه المعتقدات .بل الكثيرين منهم .حينما يستمعوا أو يطلعوا. على ما تحتويه كتبهم يصدموا , ويكادوا لا يصدقون إلا إذا عادوا إلى النصوص, وتأكدوا من صدق الشاهد المقدم لهم , فتكون هذه الوسيلة هي ( التخلية قبل ألتحليه ) .
قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256
وقال تعالى : { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } آل عمران20
ولذلك أخي الحبيب أحاول أن أقدم لك ما قد تحتاجه في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بقدر ما يسر الله لي
{ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32
اللهم أهدنا وأهدى بنا واجعلنا سبب لمن أهتدى
الرئيسية 
أحدث الصور 
